أيها الاخوة
هناك قاعدة إعلامية قديمة تقول (ماتكرر تقرر)
وعلى هذه القاعدة يلعب الاعلام لعبته الذكية الهالكة فإن أراد الاعلام ترسيخ
مبدأ معين أو فكرة أو توجه أو ثقافة كرر طرح هذه القضية بصور متعددة وأطروحات مختلفة من وجهات نظر متعددة وبعد مرور بعض الوقت تجد الامر تخلل فى نفسى ونفسك دون أن نشعر
ويصبح حقيقة مقررة فى النفوس بعد أن كان حلما وخاطرة
وهذا ما يفعله الاعلام تجاه الدين والمتدينين فتجد
بطريقة سمجة مليئة بالفجاجة ، وتثير التقزز
يعرض الوسط الفني أو قل الاعلام بوجه عام
مجموعة من الأعمال الدرامية أو المسرحية تعزف على نغمة نشاز ..
نغمة يسمونها بزعمهم : الإرهاب ..!
والملاحظ
أن تركيزهم ينصب في طول العمل وعرضه على :
أن كل متدين إنما يخفي وراء قناعه ، شخصية دموية مخيفة بشعة مقززة ..!!
يصوره على أنه شخصية مكبوته ومعقدة نفسيا..!!
يصوره أنه شخصية متخلفة ترفض العلم والتقدم والحضارة..!!
يصوره على أنه شخصية فكرها سطحى وترجع بالحياة إلى الوراء آلاف السنين..!!
وتارة يركزون على أن المتدين مجرد
أراجوز يضحك الآخرون منه ، ومن لغته ..!!
وتارة يصور المتدين أنه يدعو إلى الفضيلة ولكن إذا وجد الرقص والخلاعة فهو
بارى قوسها وربما عاقر هذه المنكرات ولكن فى السر
أو تصفه أنه ذلك المرابى الذى يضحك على الناس ويأخذ أموالهم للمضاربة بها
........ وكثير من هذه الاراجيف والاباطيل
إذن هذا الاعلام العفن استطاع أن يزرع ثقافة كره الدين والمتدينين من خلال
برامجه ومسلسلاته الهدامة واستطاع أن يغرس أيضا أن الدين يساوى الرجعية
وبالتالى فمن تسول له نفسه أن يتدين فمصيره إما إلى التخلف أو ملاحقة الاجهزة الامنية له
وبالتالى فلا وظيفة ولا أمان ولا استقرار
ومن جهة أخرى :
تنصب أضواؤهم : أن كل فتاة ملتزمة تستر وراء حجابها والتزامها ،
شخصية معقدة ، بلغت من التعقيد النفسي مبلغاً عظيماً يرثى له ..!!
وفي المقابل :
تنصب الأضواء على الشاب المتفلت المنحرف ، المعرض تماماً عن الله ،
الذي يتقلب في أحضان المومسات ، ويعاقر الخمر ، و..و..و..
فإذا هو النجم المحبوب ، والشخصية الجذابة ، وصاحب الحلول العجيبة ،
ولابد أن يكون وسيم التقاسيم ، حلو الملامح ، عذب الكلام ، طيب المعشر
الخ ..الخ
وكذلك..
تنصب الأضواء على الفتاة المنفلتة
التي لا تبالي أن تختلي برجل في شقته وتسهر معه ..!!
وتضاحكه ، وتمازحه ، وتخبط بكفها على خده ..!!
وتعرض نفسها في أبهى زينتها للآخرين ، وإلى جوارها زوجها معجباً بها !!
وتفعل ما يحلو لها وإن كان فيه غضب الرب ..!!
فإذا هي النجمة الحلوة ، وفتاة الأحلام ،
والنموذج الذي يدير رؤوس الشباب والفتيات معاً ..!!
قوية الشخصية ، واثقة بنفسها ، حلوة المنطق ، مرحة السلوك ، قوية
الحجة ، بارعة الذكاء …الخ ..الخ
بل يصل الحد إلى أن يصف البغى والتى باعت عرضها من أجل أن تنفق على إخوتها
الايتام ووالدها المريض فى فراشه أو زوجها الذى لا يتحرك من على سريره
بأنها إمرأة شريفة ومناضلة وعصامية
(أمور يضحك السفهاء منها ويبكى من عواقبها اللبيب)
والسؤال الطفولي البريء :..
ترى... ماذا يُراد من مثل هذه الأعمال ؟!
ما الرسالة التي يريدون توصيلها إلى نفوس أبنائنا وبناتنا ليتربوا عليها
وينشأوا عليها ..؟!
أما أنا فلا أنتظر جواباً من هؤلاء
و .. صدق الله :
(وإذا قيل لهم : لا تفسدوا في الأرض .
قالوا : إنما نحن مصلحـون !!!!
ألا إنهم هم المفسدون ، ولكن لا يشعرون )
وليس بعد كلام الله كلام ،،
ولا بعد تقريره تعقيب ..
قضي الأمر .. !
ولينعق الغربان كيفما شاءوا فعند الله تجتمع الخصوم.
فإن البلابل لابد أن تغرد ذات يوم ، وساعتها تبتهج الحياة ويسعد الأحياء .!
ويومئذٍٍ يفرح المؤمنون بنصر الله ..
( فأما الزبد فيذهب جفاء .. وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)