الأولاد
تشمل البنين والبنات ، وحقوق الأولاد كثيرة من أهمها :-
التربية :
وهى تنمية الدين والأخلاق فى نفوسهم حتى يكونوا على جانب كبير من ذلك كما
قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة ) سورة التحريم الاية 6.
وقال
النبى صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، والرجل راع فى
أهله ومسؤول عن رعيته " رواه البخارى ومسلم ،
فالاولاد أمانة فى عنق الوالدين وهما مسؤلان عنهم يوم القيامة
وبتربيتهم
التربية الدينية والاخلاقية يخرج الوالدان من تبعة هذه الرعية ويصلح
الاولاد فيكونون قرة عين الأبوين فى الدنيا والأخرة ، كما قال الله تعالى
بسم الله الرحمكن الرحيم ( والذيم آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شئ كل امرئ بما كسب رهين ) سورة الطر
الاية 21. ألتناهم بمعنى ما نقصناهم.
ويقول النبى الحبيب صلى الله
عليه وسلم " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم
ينتفع به من بعده ، أو ولد صالح يدعو له " رواه مسلم. فهذا من ثمرة تأديب
الولد إذا تربى تربية صالحة أن يكون نافعاً لوالديه حتى بعد الممات.
ولقد
استهان كثير من الوالدين بهذا الحق ، فأضاعوا أولادهم ونسوهم كان لا
مسؤولية لهم عليهم ، لا يسألون اين يذهبوا ، ولا متى جاءوا ، ولا من
أصدقائهم واصحابهم ، ولا يوحهونهم إلى خير ، ولا ينهونهم عن شر.
ومن
العجب ان هؤلاء حريصون كل الحرص على أموالهم بحفظها وتنميتها والسهر على
ما يصلحها مع أنهم ينمون هذا المال ، ويصلحونه لغيرهم غالباً.
أما
الاولاد فليسوا منهم فى شئ ، مع إن المحافطة عليهم أولى وانفع فى الدنيا
والأخرة ، وكما أن الوالد يجب عليه تغذية جسم الولد بالطعام والشراب ،
وكسوة بدنه باللباس ، كذلك يجب عليه ان يغذى قلب ولده بالعلم والإيمان ،
ويكسو روحه بلباس التقوى فذلك خير.
ومن حقوق الأولاد : أن ينفق
عليهم بالمعروف من غير إسراف ولا تقصير ، لأن ذلك من واجب اولاده عليه ،
ومن شكر نعمة الله عليه بما اعطاه من المال ، وكيف يمنعهم المال فى حياته
ويبخل عليهم به ليجمعه لهم فيأخذونه قهراً بعد مماته.
حتى لو بخل
عليهم بما يجب فلهم أن يأخذوا من ماله ما يكفيهم بالمعروف كما أفتى بذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم هند بنت عتبة فى الحديث الذى رواه البخارى
ومسلم.
ومن حقوق الاولا : أن لا يفضل أحداً منهم على أحد فى العطايا
والهبات ، فلا يعطى بعض أولاده شيئاً ويحرم الآخر فإن ذلك من الجور والظلم
والله لا يحب الظالمين ، وذلك يؤدى غلى تنفير المحرومين وحدوث العداوة
بينهم وبين الموهوبين.
بل ربما تكون العداوة بين المحرومين وبين
اباءهم ، وبعض الناس يمتاز أحد من اولاده على الأخرين بالبر والعطف على
والديه ، فيخصه والده بالهبة والعطية من أجل ما امتاز به من البر.
ولكن هذا ليس مبرر للتخصيص فالمتميز بالبر لا يجوز أن يعطى
عوضاً عن بره.
لأن أجر بره على الله عز وجل ، ولان تمييز البار
بالعطية يوجب أن يعجب ببره ويرى له فضلاً ، وان ينفر الاخر ويستمر فى عقوقه
، ثم إننا لا ندرى فقد تتغير الاحوال فينقلب البار عاقاً وينقلب العاق
باراص ، لأن القلوب بيد الله يقلبها كيف يشاء.
وفى الصحيحين صحيح
البخارى ومسلم عن النعمان بن بشير أن أباه بشير بن سعد وهبه غلاماً فأخبر
النبى صلى الله عليه وسلم بذلك فقال النبى صلى الله عليه وسلم :" أكل ولدك
نحلته مثل هذا ؟" قال : لا ، قال صلى الله عليه وسلم : " فأرجعه " . وفى
رواية قال :" اتقوا الله واعدلوا بين أولاكم " وفى لفظ :" أشهد على هذا
غيرى فإنى لا أشهد على جور".
فسمى رسول الله صلى الله
عليه وسلم تفضيل بعض الأولاد على بعض :
جوراً والجور ظلم وحرام
لكن لو أعطى بعضهم شيئاً
يحتاجه والثانى لا يحتاجه مثل أن يحتاج أحد الاولاد إلى أدوات مكتبية أو
علاج او زواج فلا بأس ان يخصه بما يحتاج إليه : لان هذا تخصيص من أجل
الحاجة فيكون كالنفقة.
ومتى قام الوالد بما يجب عليه للولد من
التربية والنفقة فإنه حرى أن يوفق الولد للقيام ببر والده ، ومراعاة حقوقه ،
ومتى فرط الوالد بما يجب عليه من ذلك كان جديراً بالعقوبة بأن ينكر الولد
حقه ويبتلى بعقوبة جزاء وفاقا وكما تدين تدان.
موضوع: حقوق الاولاد 