هذا
الحق أحق الحقوق واوجبها وأعظمها ، لأنه حق الله تعالى الخالق العظيم
المالك المدبر لجميع الامور ، حق الملك الحق المبين الحى القيوم الذى قامت
به السموات والارض ، خلق كل شئ فقدره تقديراً بحكمة بالغة ، حق الله الذى
أوجدك من العدم ولم تكن شيئاً مذكوراً.
حق الله الذى رباك بالنعم
وأنت فى بطن امك فى ظلمات ثلاث ، لا يستطيع أحد من المخلوقين أن يوصل إليك
غذاءك ومقومات نموك وحياتك ، أدر لك الثديين ، وهداك النجدين ، وسخر لك
الابوين ، أمدك وأعدك ، أمدك بالنعم والعقل والفهم ، وأعدك لقبول ذلك
والأنتفاع به.
بسم الله الرحمن الرحيم ( والله أخرجكم من بطون
أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
سورة النحل الأية : 78.
فلو حجب عنك فضله طرفة عين لهلكت ، ولو منعك
رحمته لحظة لما عشت ، فإذا كان هذا فضل الله عليك ورحمته بك فإن حقه عليك
أعظم الحقوق ، لأنه حق إيجادك وإعدادك وإمدادك ، إنه لا يريد منك رزقاً ولا
طعاماً.
كما قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( لا نسألك
رزقاً نحن نرزقكم والعاقبة للتقوى ) سورة طه الاية 132.
وإنما يريد
منك شيئاً واحداً مصلحته عائدة إليك ، يريد منك : أن تعبده وحده لا شريك له
، بسم الله الرحمن الرحيم ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد
منهم من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين )
سورة الذاريات الاية 56 :58.
يريد منك أن تكون عبداً له بكل معانى
العبودية ، كما أنه هو ربك بكل معانى الربوبية ، عبداً متذللاً له ، خاضعاً
له ، ممتثلاً لامره ، مجتنباً لنهيه ، مصدقاً بخبره ، لانك ترى نعمه عليك
سابغة تترى.
أفلا تستحى أن تبدل هذه
النعم كفراً !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لو كان لاحد من الناس عليك
فضل لاستحييت أن تبارزة بالمعصية وتجاهره بالمخالفة ، فكيف بربك الذى كل
فضل عليك فهو من فضله ، وكل ما يندفع عنك من سوء فمن رحمته كما قال تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم ( وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه
تجأرون ) سورة النحل الاية : 53.
وإن هذا الحق الذى أوجبه الله
لنفسه ليسير سهل على من يسره الله له ، ذلك بأن الله لم يجعل فيه حرجاً
ولا ضيقاً ولا مشقة .... قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( وجاهدوا
فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج ملة أبيكم
إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيداً عليكم
وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو
مولاكم فنعم المولى ونعم النصير ) سورة الحج الاية 78.
إنه عقيدة
مثلى ، وإيمان بالحق ، وعمل صالح مثمر ، عقيدة قوامها : المحبة والتعظيم ،
وثمرتها : الإخلاص والمثابرة ، خمس صلوات فى اليوم والليلة ، يكفر الله بهن
الخطايا ، ويرفع بهن الدرجات ، ويصلح بهن القلوب والأحوال ، يأتى بهن
العبد بحسب استطاعته : قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( فاتقوا الله ما
استطعتم ) سورة التغابن الأية 16.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم
لعمران بن حصين - واكن عمران مريضاً :- " صل قائماً ، فإن لم تستطع فقاعداً
، فإن لم تستطع فعلى جنب " رواه البخارى وغيره.
زكاة : وهى جزء
يسير من مالك تدفع فى حاجة المسلمين للفقراء والمساكين وابن السبيل
والغارمين وغيرهم من أهل الزكاة وهى تنفع الفقير ولا تضر الغنى .
صيام
شهر واحد فى السنة : قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن كان مريضاً
أو على سفر فعدة من أيام أخر ) سورة البقرة الاية 185 ، ومن لا يستطيع
الصيام لعجز دائم يطعم مسكيناً عن كل يوم.
حج البيت الحرام مرة
واحدة فى العمر للمستطيع .... هذه هى أصول حق اللخ ، وما عداها يجب لعارض ،
كالجهاد فى سبيل الله ، أو لأسباب توجبه ، كنصر المظلوم.
انظر
ياأخى هذا الحق اليسير عملاً الكثير أجراً ، إذا قمت فيه كنت سعيداً فى
الدنيا والأخرة ، ونجوت من النار ودخلت الجنة كما قال الله تعالى ( فمن
زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور )
سورة آل عمران الاية 185.