قصيدة الشهر العظيم شهر رمضان المبارك
للشاعر : حسين الاحلافى رحمة الله عليه
===================
رمضـــان أقبــــل فاستعـــــد لصومـــــــــه ... وقيامــــــــه لتفـــــــــوز بالخيــــــــرات
واسـتقبــــل الشهـــــر العــظيــــم بتوبــــــة ... لله فالأعمــــــــــال بالنيـــــّــــــــات
صمــــه احتسابـــا مخلصـــــا متقربــــــــــا ... فصيامـــــــــه مــن أفضـــــل القربــات
وأطــــــع إلهـــك فيــــه إنـــــك مسلــــــــم ... والمسلمـــــــون أحـــــق بالطاعــــــات
وأقــــم صلاتــــك فالصــــلاة فريضــــــــــة ... تنهـــى عــــــن الفحشــــاء والنـزوات
حـافـــــظ عليـهــــا أدهـــــا فـــــي وقتهــــــا ... إنّ الفضيلــــــــة أول الأوقـــــات
واحفــــــظ لسانــــك واحتـــرس من شــــره ... كــــم جـــرّ هـــــذا الرطـــــب من آفــات
صنـــه فــــلا تسـخـــر ولا تغتـــــب بــــــــه ... واعمـــل بمـــــا في ســــورة الحجـرات
سـخـّره فـــي الذكـــــر الحـكيـــــــم مـــــرددا ... آياتـــــــــه وتدبـــر الآيـــــات
ســـّر التـّــلاوة فــــي التدبـّــــر خاشعــــــا ... ولدى السّـمــــاع الأجــــر في الإنـصـــات
والغـــش فاحــــذر والنميمــــة فاجتنــــب ... إنّ النميمــــــة تمحـــــق الـــحـسنـــــــات
وأمــــر بمعــــروف وكـــــن متواضعــــــــا ... إنّ التواضـــــــــع شيمــــــة الســـادات
والكبـــــر مــــن شيـــــم اللئـــــام فـــلا ترى ... متغطــــــرســـا إلا خسـيـــــس الــــذات
واصبـــر ولا تغضــــب فكـــم مـــن صائم ... لـــــم يجـــــن غير الجــــــوع والحســرات
لا تـحـتقـــــر أحـــــدا ولا تحســد وكــــن ... مترفعــــــا عــــــن هـــــذه الـــوصــمـات
أقبلـــــت يــــا شهـــــر الصيّــام ومرحبا ... وحــللــــت بالخيـــــــرات والبـركــــــــات
أقبلـــــت يــــا شهــــــر الصيّـام ومرحبا ... بـــــك أنــــت شــهـــــر البـّـر والصــدقـات
أقبلــــت يــــا شهــــــر الصيّـام وإننـــــا ... فـــي أزمــــــة من أصـعـــــب الأزمـــــات
أقبلــــت يــــا شهـــر الجهـــاد وإننــــا ... فـــــي حاجــــــة لمـجاهديــــن ثــقـــــــاة
يتقدمــــــون صفوفنــــــــا ليدافعــــوا ... عـــــــن ديننــــــا بــعزيمـــــــة وثبـــات
ويحققـــــوا آمـــــل الشعــــوب ويجمعـوا ... الأقـطــــار بــعـــــد تفــــــرق وشتــات
وليرفعـــــوا صــــرح العروبــــة شــــامخا ... كالطــــود صلبــــا راســـخ الهضبات
فالاتحـــــاد - بــــدون شـــك - قـــــوة ... عظمـــى تقــــــاوم أعظـــم القـوات
وبـــــه نكـّـــــون جبهـــة عربيـــــة ... منهـــا توجـّــه أعنــف الضربـــات
وسنستــــــرد مــــن العـــــدو بلادنـــا ... بعـــد الهزيمــــة في القريــب الآتي
ولئــن خسرنــــا فــي البدايــــة جولـــة ... حتمــا سنربـــــــح آخـــــر الجــولات
فجيوشنـــا قـــد نظـّمـــت وتسلـّحـــت ... بالعلـــــم والإيمــــــــان والخبـــــرات
درســـت أساليـــــب القتـــــال وجهـّزت ... بالطائـــــــرات وأحـــــــدث الآلات
وتحفـّــزت شوقـــا إلـــى يـــــوم اللقـــا ... ولــــــه تعـــــــد الوقــــت بالساعات
كالأســـــد غاضبــــة يكـــــاد زئيرهـــــا ... حـــــــول القنــاة يحطـّـم الثكنــات
شوقــا إلـــى القـــدس الشريـــف وأهله ... والمسجـــــد المحفــــــــوف بالبركــات
أدعـــوك رب فاستجـــــب لدعائنـــــــا ... مــــن يستجيـــب ســــواك للدعــوات
أدعــــــوك بالقــــرآن فهــــو وسيلتــي ... وبسـرّ شهـــر الصـــــوم والصلــــــوات
وبمـــــا دعـــــاك خليلـــــك عندمــا ... ألقـــــوه فــــي النيــــــران ملتهبـــات
فجعلتهـــــا بــــردا عليـــــه وروضـــة ... وســط اللهيـــب لطيفــــة النسمــات
وبمـــــا دعـــــاك نبيـــك يونـــــس ... فنبذتـــــه ربــــــي مـــــــن الظلـمــات
وبمـــــا دعـــــاك بـــه الرســـول محمد ... فــــي يــــوم بــــــدر فاتـح الغــــزاوت
أيـــــد بنصـــرك يا إلهــــي جيشنــــــا ... بالزحـــــــف عنــــــد تلاحـــــم القــوات
وامــــده بعنايـــــــــة ورعايـــــــة ... ترعـــــاه فـــي السكنـــات والحركات