الوصايا العشر في سورة الأنعام:
قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
( الأنعام 151 – 153 )
الإيضاح و التحليل
الوصية الأولى: تحريم الشرك بالله
أول وصية أوصانا بها هي عدم الشرك بالله تعالى ، فأوجب علينا أن نخصه و حده بالعبادة و أن نترك الخرافات
و أن نبتعد عن الاستعانة والاستغاثة وطلب المعونة والرزق والشفاء من غير الله فالله وحده هو الرزاق الشافي
هو القادر على كل شئ
الوصية الثانية : الإحسان إلى الوالدين
بعدها مباشرة أمرنا الله عزّ وجل بالإحسان إلى الوالدين و معاملتهما معاملة كريمة بمقامهما نابعة بالحب و الحنان و العطف ،
و بعدم أهانتهما و عقوقهما لأنه بذلك يؤذيهما و لما فيه من مفسدة عظيمة في الدنيا و الآخرة
الوصية الثالثة : تحريم قتل الأولاد خشية الفقر
لما أوصى ربنا تعالى ببر الوالدين و من في حكمهما اتبع ذلك بضرورة الإحسان إلى الأبناء و الأحفاد ،
فأوصى الآباء بعدم قتل الأولاد و خاصة البنات – و هي عادة جاهلية – خشية الفقر ، فالله تعالى هو الرازق لجميع العباد
الوصية الرابعة : تحريم اقتراف الفواحش
حذرنا الله تعالى من الاقتراب من الفواحش و الكبائر و الآثام من أقوال و أفعال قبيحة سواء كانت في الظاهر المعلن أو في الباطن السري
و قد نهانا عن الاقتراب منها فما بالك بمن فعلها أو اقترافها ؟؟..
الوصية الخامسة : تحريم قتل النفس
حرّم الله تعالى قتل النفس و الاعتداء عليها لان ذلك جريمة كبرى في حق الإنسانية
و اعتداء على خلق الله و قتل النفس مؤمنة كانت أم معاهدة لا يجوز شرعا
الوصية السادسة : و جوب المحافظة على مال اليتيم
لا يجوز أخذ شيء من أموال اليتامى، إلا بما فيه مصلحة و نفع لهم في حفظ المال و تنميته و حمايته من المخاطر و الأنفاق منه بحسب الحاجة
فأكل مال اليتامى ظلم و اعتداء على حقوق الضعفاء و استغلال لحاجاتهم و صغرهم
الوصية السابعة و الثامنة : أيفاء الكيل و الميزان
إتمام الكيل و الميزان بالعدل و البعد عن التطفيف في الأخذ و العطاء و عند البيع و الشراء فيه حفاظ على الحقوق المالية
من الضياع بين الناس و عدم ظلمهم ، لذلك و جب تحري العدل
في البيع و الشراء بقدر المستطاع
الوصية التاسعة : العدل في القول
أوصانا الله عز و جل بوجوب العدل و الصدق في الشهادة أو الحكم الحديث إذ بيه تصلح شون الأمم و الأفراد .
و العدل هو أساس المُلك وركن العمران و قاعدة الحكم.
فيه إنصافا للحق و إظهارا له و من المعلوم إن الإسلام هو دين الحق و العدل
الوصية العاشرة : الوفاء بالعهد
على المسلم إن ينجز و يفي بما عاهد الله تعالى عليه أو ما عاهد الناس بيه لأنه يوفر بين الناس الخير و العطاء ،
ويحقق معنى النظام و احترام المواعيد و الوقت.
و أخيرًا
ختم الله عز وجل هذه الوصايا ببيان أن هذا هو المنهج الحق و طريق الاستقامة ،
فأمر بإتباعه و عدم إتباع الطرق المختلفة ذات الهوان و الضلالات فيؤدي ذلك إلى التفرق
و الاختلافات و الانحراف عن الدين و منهجه الأمثل و صراطه المستقيم